فتاة بعمر ست سنوات تعاني من مرض عصبي عضلي، تعود إلى منزلها بعد إقامة امتدت لخمسة وأربعين يوماً في وح

فتاة بعمر ست سنوات تعاني من مرض عصبي عضلي، تعود إلى منزلها بعد إقامة امتدت لخمسة وأربعين يوماً في وح

بعد بقائها في وحدة العناية المركزة لمدة 45 يوماً، كانت الطفلة مايرا مسرورة جداً هي ووالديها لخروجها من المستشفى الأمريكي في دبي.

تعاني الطفلة الشجاعة مايرا من حالة غير معروفة تؤثر على جهازها العصبي والعضلي، والتي تؤدي إلى ضعف شديد، ومحدودية في القدرات الحركية، مما يتطلب منها الاعتماد على والديها للقيام بأنشطتها اليومية.

أشرف الطبيب نايان وفريقه الطبي متعدد التخصصات على حالة الطفلة مايرا خلال فترة الأسابيع الستة الماضية، لمساعدتها على الاستغناء عن أجهزة التنفس الاصطناعي أثناء استيقاظها، وذلك لتمكينها من الخروج من المستشفى والعودة إلى منزلها لتقضي وقتاً ممتعاً مع أسرتها وأصدقائها.

دخلت الطفلة مايرا المستشفى وهي تعاني من عدوى فيروسية شديدة في الصدر (الفيروس الأنفي) والذي يسبب عادة نزلات البرد الشائعة، وهو مرض ذاتي الشتاء لدى معظم الأشخاص. ولكن بالنسبة لمايرا بسبب حالتها الصحية الضعيفة، أدت هذه العدوى الطفيفة إلى عواقب وخيمة، تطلبت الحاجة إلى استخدام أجهزة دعم التنفس.

كان تعافيها يشكل تحدياً بسبب ضعف حركتها وسوء التغذية نسبياً. عندما فشلت الطرق التقليدية في مساعدتها على الاستغناء عن أجهزة دعم التنفس، تمكن الفريق الطبي المشرف على حالتها من تحقيق النجاح من خلال تحسين التغذية، وتنظيف الصدر، والعلاج الفيزيائي المنتظم، والاستخدام الأمثل للأدوية، والرعاية التمريضية الفائقة للوقاية من المضاعفات المصاحبة للبقاء لفترات طويلة في وحدة العلاج المركز. عمل الفريق الطبي بإشراف الطبيب نايان على تخليصها من الحاجة لأجهزة دعم التنفس بشكل تدريجي على مدار عدة أيام، حتى تمكنوا من سحب أنبوب دعم التنفس بشكل كامل.

انتقلت الطفلة بعد ذلك إلى قسم الرعاية غير التغلغلية، مع تزويدها بقناع لمساعدتها على التغلب على ضعفها. عندما أخبرنا مايرا أنها ستخرج من العلاج بعد الفترة التجريبية للعلاج غير التغلغلي، كانت الإجابة واضحة لطفلة بذكاء مايرا وقوّة إرادتها: "لا"، هذه كانت إجابة الطفلة بعد التجربة الأولى في العلاج غير التغلغلي. إلا أنه بالمحاورة اللطيفة وبمساعدة والديها الذين كانا لطيفين معها ولكن حازمين في الوقت ذاته، استطعنا أخيراً إقناع ميرا وتغيير رأيها. "أريد أن أعود مرة أخرى"، هذا ما قالته لنا مايرا، كانت هذه عبارة لم نتوقع سماعها منها. صحيح أنها لا تزال بحاجة الدعم باستخدام جهاز التنفس أثناء النوم لأنها ما تزال غير قادرة على التنفس بشكل ملائم، إلا أنه تم تدريب والديها للقيام بهذه المهمة في المنزل، لتمكينها من ممارسة حياتها في المنزل واستمتاع بأنشطة أكثر خارج المستشفى.

تعلمنا من خلال تجاربنا أن مثل هذه الأحداث مؤلمة للغاية وتعتبر نقطة تحول في حياة العائلة بأكملها، وهي لا تختلف كثيراً عن تلك الأحداث التي يمر بها الجنود العائدون من الحرب. إن إدراك احتياجات الأسرة والمساعدة التي يحتاجونها هو أمر محوري لدعم عملية التعافي وللنجاح المستدام لجهودنا في المستشفى. تغيرت أمور كثيرة في حياة طفلتنا مايرا؛ فقد تعرّفت مايرا على أصناف جديدة تحبها من الطعام الذي يحضره لها مطبخ المستشفى، كما تعرّفت على مجموعة جديدة من الأصدقاء للتواصل معهم على الواتساب والفيسبوك، كما أنها تعلّمت أهمية الاستماع لطلبات أبويها أكثر مما مضى. لكن ثمة شيء واحد ثابت لم يتغير في حياة طفلتنا مايرا؛ وهو شخصيتها القوية وصراحتها وقوة إرادتها.

تعرّفت أسرة مايرا على طاقم من الأطباء المحترفين متعددي التخصصات الذين يتمتعون بأعلى المهارات وأفضل الخبرات والتي قلّما تجد نظيرها لدى أي مزوّد رعاية طبية. سررنا بعودة مايرا مع أسرتها إلى منزلهم، ونحن متأكدون أن ذكريات هذه الأيام التي قضوها معنا في وحدة العناية المركزة ستكون محور حديثهم مع الأصدقاء والأقارب لسنوات طويلة من الآن، في تجمعاتهم على العشاء أو خلال الرحلات الطويلة.

قصص المرضى

مرضانا يشاركونكم تجربتهم في المستشفى الأمريكي