الصداع اليومي المزمن

الصداع اليومي المزمن

تشيع حالات الصداع لدى أغلب الناس، حيث يحدث الصداع لدى البعض بمعدل كبير جداً يصل إلى 15 يوماً كل شهر. ويمكن تصنيف الصداع من هذا النوع على أنه صداع مزمن، بينما يتعرض المرء لأنواع فرعية متعددة من الصداع.

يمكن تصنيف نوع الصداع بناءً على تكرار الحالة وشدتها. وإن كان الصداع دائماً، فإنه يعيق ممارسة الحياة بشكل طبيعي، ويتطلب العلاج المكثف وطويل الأمد لتخفيف الألم وللحد من تكراره.

افهم الأعراض

يمكن اعتبار الصداع على أنه صداع يومي مزمن إذا كان يحدث 15 يوماً أو أكثر كل شهر لأكثر من ثلاثة أشهر. يمكن أن تكون حالات الصداع اليومي المزمن قصيرة الأمد أو طويلة الأمد (لأكثر من 4 ساعات)، بما في ذلك الصداع النصفي المزمن، والصداع التوتري المزمن، والصداع المستجد المستديم يومياً، وألم نصف الرأس المستمر.

الصداع النصفي المزمن: يحدث لدى الأشخاص ذوي التاريخ مع الصداع النصفي الانتيابي. وتصيب حالات الصداع هذه أحد جانبي الرأس أو كليهما، فتسبب إحساساً بالألم المتوسط إلى الشديد، المصحوب بإحساس نابض. وقد يشعر المصاب بالغثيان أو يعاني من القيء، وقد يشعر بالحساسية إزاء الضوء والصوت.

الصداع التوتري المزمن: تحدث حالات الصداع هذه في جانبي الرأس، مع ألم خفيف إلى متوسط يشبه الضغط أو الشد، لكنه ليس نابضاً.

الصداع المستجد المستديم اليومي: ويصيب أشخاصاً ليس لهم تاريخ مع الصداع، كما أنه قد يتطور ليصبح مستديماً خلال ثلاثة أيام من أولى نوبات الصداع، فيصيب جانبي الرأس مع ألم يشبه الضغط أو الشد، ولكن دون نبض. يكون الألم خفيفاً إلى متوسطاً. وتكون خصائصه مشابهة للصداع النصفي المزمن أو الصداع التوتري المزمن.

ألم نصف الرأس المستمر: ويكون في جانب واحد فقط من الرأس، ويحدث يومياً، كما أنه مستمر دون انقطاع للألم. ويكون الألم متوسطاً مع أوقات يتفاقم فيها الألم ليصبح شديداً مع نشوء أعراض شبيهة بالصداع النصفي. ويخف ذلك باستخدام مسكن الألم إندوميثاسين (Indomethacin) (إندوسين (Indocin)).
يرتبط ألم نصف الرأس المستمر باحتقان الأنف او سيلانه، أو الإحساس بالتململ، أو الإدماع أو الاحمرار بالعين في نفس الجانب المصاب، أو سقوط جفن العين، أو تضيق الحدقة.

متى أستشير الطبيب

عندما يحدث الصداع من آن إلى آخر، فلا داعي للعناية الطبية. ولكن تحدث إلى الطبيب في الحالات التالية:
• إن كنت تصاب بحالات الصداع ليومين أو أكثر في الأسبوع
• إن كنت في حاجة إلى تناول مسكنات الألم في أغلب الأيام بسبب حالات الصداع
• إن كنت تتناول جرعات متزايدة من علاجات مسكنة للألم بدون وصفة طبية لتخفيف حالات الصداع
• إن تدهور الصداع أو تغير نمطه أو إن صار معوّقاً إلى حد كبير
اطلب الرعاية الطبية فوراً عندما تكون حالات الصداع:
• مفاجئة وشديدة
• تصاحبها حمى أو تيبس العنق أو الارتباك أو النوبات الصرعية أو ازدواج البصر أو الضعف أو التنميل أو صعوبة الكلام
• بعد إصابة بالرأس
• تصير أسوأ رغم الراحة والأدوية المسكنة

تعرف على الأسباب
لا تكون لأغلب حالات الصداع اليومي الأولية أي أسباب، ولكن حالات الصداع اليومي غير الأولية تكون عادةً بسبب:
• التهاب أو مخاوف أخرى مرتبطة بالأوعية الدموية في الدماغ أو في المنطقة المحيطة به، مثل السكتة الدماغية
• العدوى، مثل الالتهاب السحائي
• ارتفاع أو انخفاض الضغط داخل الجمجمة
• ورم الدماغ أو بعض الإصابات الرضّية الدماغية
قد يفرط المصابين باضطراب الصداع النوبي باستخدام أدوية الصداع، مثل الصداع النصفي أو التوتري. عندما تتناول أدوية مسكنة للألم أو أقراصاً بدون وصفة طبية لأكثر من يومين في الأسبوع (أو تسعة أيام في الشهر)، يزداد خطر الإصابة بحالات الصداع الارتدادي.

تعرف على عوامل الخطر
تكون السيدات أكثر عرضة لحالات الصداع المتكررة من الرجال. وتتضمن العوامل الأخرى اضطرابات النوم، والشخير، والقلق، والاكتئاب، والسمنة، وفرط استخدام الكافيين، وأدوية الصداع، وحالات الألم المزمنة الأخرى.


المضاعفات المصاحبة
غالباً ما يتعرض المصابون بحالات الصداع اليومي المزمن لاضطرابات النوم، والاكتئاب، والقلق، وغير ذلك من المشكلات النفسية والبدنية.

الإجراءات الوقائية

يمكنك تخفيف الصداع اليومي المزمن عن طريق:
• تجنب محفزات الصداع: احتفظ بمفكرة للصداع لتدوين وتحديد العوامل التي تحفز إصابتك بالصداع، ثم تجنبها. لاحظ كل التفاصيل المرتبطة بالصداع، مثل موعد البدء، والنشاط الذي كنت تقوم به، ومدة استمراره.
• تجنب فرط استخدام الأدوية: اقتصد في تناول أدوية الصداع، أو الأقراص المتاحة دون وصفة طبية، حيث قد يزيد تناولها لأكثر من مرتين في الأسبوع شدة الصداع ومعدل تكراره. تحدث إلى الطبيب بشأن الانقطاع عن تناولك للدواء لأن هناك آثار جانبية شديدة إن لم يتم ذلك بطريقة سليمة.
• احصل على قسطٍ كافٍ من النوم: يحتاج الشخص البالغ في المتوسط من سبع إلى ثمان ساعات من النوم في اليوم. حدد موعداً ثابتاً للخلود إلى الفراش والاستيقاظ كل يوم. استشر الطبيب إن كنت تعاني من اضطرابات النوم، بما في ذلك الشخير.
• لا تفوّت الوجبات: اختر وجبات صحية، وتناول الطعام في نفس الوقت تقريباً يومياً. اقتصد في الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو تجنبها، لأنها تثير الصداع. وإذا كنت مصاباً بالسمنة، فحاول خسارة الوزن.
• مارس الرياضة بانتظام: تساعد ممارسة الرياضة أو التمارين الهوائية بانتظام على تحسين الصحة البدنية والنفسية والتخفيف من التوتر. يمكنك اختيار أنشطة كالمشي أو السباحة أو ركوب الدراجة والبدء بالتدريج، واستشارة الطبيب بشأن وتيرة ممارستك للرياضة.
• قلل من التوتر: التوتر هو أحد الأسباب الرئيسية للصداع المزمن. كن منظماً، وخطط جدولك الزمني، ومارس كذلك تقنيات الحد من التوتر، مثل اليوجا أو التاي تشي أو التأمل.
• قلل استهلاك الكافيين: حاول أن تقتصد في استهلاك الكافيين أو تجنبه، فهو يؤدي أحياناً إلى تدهور الصداع.

قصص المرضى

مرضانا يشاركونكم تجربتهم في المستشفى الأمريكي